الثلاثاء، 23 فبراير 2010

إنهم أناس يتطهرون ؟

بعد أن انتشرت الرذيلة في أوساط قوم لوط ، وبعد أن وصل الإنحطاط فيهم إلى أردى المستويات شاءت المشيئة الإليه أن ترسل لهؤلاء القوم رسولا علهم يرتدعون أو يهتدون ولعل عقلاؤهم ينتصحون فينهون قومهم عما هم فيه.
لكن القوم أبوا الهداية والصلاح ولم يرضوا إلا بالرذيلة والإنحطاط حتى بلغ فيهم الأمر أنهم كانوا يأتون الرجال شهوة من دون النساء، بل بلغ فيهم الأمر أنهم كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه، بل أكثر من ذلك فقد بلغ فيهم الأمر أنهم كانوا يفعلون المنكرات جهارا نهارا لايستحون من الله ولا من أحد من خلقه.
فأرسل الله لهم لوطا نبيا مرسلا من عند الله تبارك وتعالى، فبدأ يدعوهم إلى الله ويذكرهم بعذابه وبنعيمه ويدعوهم إلى العفة والإستعفاف فأبوا ذلك لأن قلوبهم سوداء قد اشربت هذه الفتن حتى امتلئت فلم يبق مكان للخير فيها، وبدأت الدعوة إلى العفة تزعجهم حتى قالوا : أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون.
ولو نظرت في القرآن فلن تجد أناس وصفهم الله بأبشع الصفات كقوم لوط، وأكبر دليل على بشاعة مجتمعهم أنهم اتهموا لوطا وأهله بالصلاح فياالله كيف يصل الإنسان إلى هذا المستوى من الرذيلة.

وها نحن اليوم نشهد حملة عالمية ضد العفة والإستعفاف بل دعوة إلى التفسخ والإنحلال حتى بلغ الأمر أن الغرب أجازوا وزاج المثليين بل وصل فيهم الحال إلى مالم يصله قوم لوط حتى أنهم قننوا زواج الإنسان مع البهائم!!!
وتراهم يحاربون الفضيلة فترىهم يجيزون التعري ويحاربون الحجاب يلجأون إلى الزواج ويفرون من الزواج فالحمدلله على نعمتي العقل واللإسلام.

ولعلك تعجب لهؤلاء الناس كيف يأبون الإسلام ويهرعون إلى غيره من الأديان ،أناس تبدلت فطرهم وأظن العجب سيزول من رأسك إذا قرأ معي هذا الحديث فعن أَبي أُمامةَ رضِي اللَّهُ عنْه عن النَّبي قَالَ: : «كَيْفَ بِكُمْ إِذَا طَغَا نِسَاؤُكُمْ، وَفَسَقَ شَبَابُكُمْ، وَتَرَكْتُمْ جِهَادَكُمْ؟ قَالُوا: وَإِنَّ ذٰلِكَ لَكَائِنٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «نَعَمْ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، وَأَشَدُّ مِنْهُ سَيَكُونُ»، قَالُوا: وَمَا أَشَدُّ مِنْهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا لَمْ تَأْمُرُوا بِالمَعْرُوفِ، وَلَمْ تَنْهَوْا عَنِ المُنْكَرِ»؟ قَالُوا: أَوَ كَائِنٌ ذٰلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «نَعَمْ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، وَأَشَدّ مِنْهُ سَيَكُونُ»، قَالُوا: وَمَا أَشَدُّ مِنْهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا رَأَيْتُمُ المَعْرُوفَ مُنْكَراً، وَرَأَيْتُمُ المُنْكَرَ مَعْرُوفاً »؟ قَالُوا: وَكَائِنٌ ذٰلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «نَعَمْ، وَأَشَدُّ مِنْهُ سَيَكُونُ، يَقُولُ اللَّهُ تَعَالٰى: { بي حَلَفْتُ، لأُتِيحَنَّ لَهُمْ فِتْنَةً يَصِيرُ الْحَلِيمُ فِيهَا حَيْرَانَ }».

والعجب كل العجب من أناس عرفوا الخق فاتجهوا إلى الباطل وعرفوا النور فاتجهوا إلى الظلام، نعم في اللإسلام شيء من التقييد لكن هذا مقابل الحرية الكبرى ألا وهي الجنة، ويدل على هذا ما جاء في صحيح مسلم من قول الحبيب صلى الله عله وسلم :الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَجَنَّةُ الْكَافِرِ.
وثمن الجنة أن يطأ المسلم على نفسه وشهواته، ألا وإن سلعة الله غالية ألا وإن سلعة الله الجنة.






بقلم / صلاح المهيني
تحريرا في 23/2/ 2010

هناك تعليق واحد:

  1. إنهم أناس يتطهرون ----> أرادوا ذم لوط فمدحوه

    مقال رائع يا بويوسف

    نتمنى أن تستمر بنشر مثل هذه المقالات

    بالتوفيق

    ردحذف