الأربعاء، 24 مارس 2010

بين الشهوات والشبهات ....؟؟

لا أستطيع أن اسمي الزمن الذي نعيش فيه اليوم إلا باسم زمن الشهوات والشبهات ، ولا تكمن المشكلة في كون المسلمين يعيشون في ظل شهواتهم وشبهاتهم فحسب ولكن الأمر تعدى واستشرى حتى وصل هذا المرض إلى قلوب المصلحين من المسلمين وبعض العلماء ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فليس العجب أن ترى العامةيعيشون في شبهاتهم وشهواتهم ولكن العجب أن ترى الدعاة والمصلحين هم الذين يلهثون وراء الشهوات والمادية القذرة.
فكم رأينا في زمن المادية من يتاجر بدينه لأجل الدرهم والدينار ، ولقد رأيت أناسا يتاجرون بالمأذونية ويتخذونها تجارة وحرفة وقد نسوا أن قبولهم لهذه المهنة هو من باب التطوع.
ورأيت آخرين يتاجرون بتفسير الرؤى والأحلام وقد نسوا أن التفسير هبة ربانية يهبها الله لمن يشاء من عباده لا علم يتعلم !!
ولا يكاد يخفى على أحد كيف يتاجر بعض المفتين وكيف يفقتي وفق هواه أو وفق هوى السلطة مقابل منصب معين أو غيره من الشهوات.

هذا ماكان من جانب الشهوات وأما عن الشبهات فالمصلحون منقسمون إلى قسمين:
أما الأول: فأناس أجازوا كل مسألة مختلف فيها بحجة وجود خلاف من غبر مراعاة لشروط الخلاف وضوابطه.
وأما الآخر: فهم الأخطر على الأمة فلقد سخروا طاقاتهم أقلامهم للنيل من إخوانهم الدعاة والمصلحون، فتراهم يثيرون حول إخوانهم الشبهات ويظهرونهم أمام الناس وكأنهم مفسدون لا مصلحون، هذه الفئة وللأسف اتخذت العقيدة دثارا لهم وهاجموا بها الجماعات الإسلامية ولسان حالهم يقول : رأيي صواب لا يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ لا يحتمل الصواب، وإذا رمتهم وسألت عنهم فأقول اقرأ صفحة الإبانة كل يوم اثنين من جريدة الوطن الكويتية وستعرفهم.

وللأسف هذا حال كثير من الناس المصلحون تدور أحوالهم بين الشهوات والشبهات ، ولكن يبقى أن الأمل معقود على طائفة من الناس يصطفيهم الله اصطفاءا ويستعملهم في نصرة دينه، والله نسأل أن يجعلنا وإياكم من جنده الذين يستعملهم لنصرة دينه هو ولي ذلك والقادر عليه.



بقلم/ صلاح المهيني

السبت، 13 مارس 2010

الخطاب الديني بين التجديد والتقييد ؟

كل شيء في الدنيا يتطور إلا مسألة تجديد الخطاب الديني ، إن مسألة تجديد الخطاب الديني من المسائل التي قلما تنبه لها الفقهاء والدعاة والمصلحون، والمقصود بتجديد الخطاب الديني أن ينتقل الدعاة والمصلحون من أسلوب الوعظ العام إلى الإنتقال إلى كل الأمور المتاحة لتوجيه الشارع العام فبدلا من أن يكتفي الدعاة والمصلحون بتوجيه الناس عن طريق الخطابة والنصيحة، نود منهم أن ينتقلوا إلى استخدام الوسائل الحديثة كالانترنت والجهاز الإعلامي وغيره من الوسائل.
أنا أعلم علم اليقين أنني سأنتقد من قبل بعض الاسلاميين حين يسمعون مني لفظ تجديد الخطاب الديني، ولعلي أقول لكل من ينتقد من غير أن يفهم انه لاشك عندي أن الإنسان عدو ما يجهل وهذا مصداق لقوله تعالى ( وكيف تصبر على مالم تحط به خبرا ).
كم أحس بالألم عندما أجد أن أكثر الكتاب جمهورا هم العلمانييون ولا أجد للحركة الإسلامية من يستطيع أن يجاري هؤلاء الكتاب.
ألا ينبغي للحركة الاسلامية أن يكون لها كتاب بقوة هؤلاء العلمانييون الذين يستطيعون أن يغيروا قرارات الدولة في مقال واحد.
وكم اتألم عندماأجد أن أكثر القنواة التلفزيونية متابعة هي قنواة ألائك العلمانييون الذين يستطيعون تغيير قناعات الناس عن طريق برامجهم التلفزيونية.
ألا ينبغي للحركة الإسلامية أن يكون لها قنواة تلفزيونية بقوة قنواة ألائك العلمانيون.
هل من مانع شرعي يمنعني من أن أوجه الناس لا عن طريق الخطابة فحسب بل عن طريق أنشودة مؤثرة أم مقطع فيديو كليب أو مسرحية أو تمثيلية.
كلنا يعلم أنه من الصعب على العامة قراءة الكتب التاريخية كالبداية والنهاية لكن تستطيع الحركة الاسلامية أن تمثل هذا الكتاب فيسهل على العامة تلقي المعلومة.
لكن للأسف عندما تتحجر القلوب تأبى أن توصل المعلومة للناس إلى نفس الطريقة التي تلقى بها هو هذه المعلومة، من يفكر بهذا الأسلوب أظنه لايفكر عن طريق عقله بل عن طريق عقل شيخه الذي تعود على أمر لايريد مفارقته .
وإليكم إخوتي هذا المقطع الذي فيه نوع من تجديد للخطاب الديني وبه أختم نقالتي والله أعلم.
http://www.youtube.com/watch?v=xUKQXb8OJyw&feature=related

الثلاثاء، 2 مارس 2010

أفراح بعد أتراح ...؟؟

إن حال الأمة اليوم لا يخفى على ذي عقل وكيف هي اليوم ممزقة كل ممزق قد صدق فيها قول الحبيب صلى الله عليه وسلم توشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتهم ، قالوا أمن قلة نحن يومئذ يا رسول الله ؟! قال : بل أنتم يومئذ كثر ولكن غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله من قلوب أعدائكم المهابة منكم ، وليقذفن في قلوبكم الوهن . قالوا : وما الوهن يا رسول الله ؟! قال حب الدنيا وكراهية الموت ، ولعل هذا مما تدمى له العيون قبل القلوب ولولا الأحاديث الواردة والتي تنص على عودة الإسلام لقيادة العالم لجزمت على أن الأمة الإسلامية لن تقوم لها قائمة !!

فهل هناك أمارات على قيام الدولة الإسلامية ؟
هذا مما لا شك فيه وسأبدأ بالنصوص الواردة التي تدل على قيام الدولة مرة ثانية ثم أسوق الأدلة التي هي من أرض الواقع:

1- جاء في الحديث الذي صححه الألباني ( تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ، فتكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون ملكا عاضا ، فيكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ، ثم يكون ملكا جبريا ، فتكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ، ثم سكت )
ولاشك أننا اليوم في زمن الملك الجبري .

ويقل تعالى ( يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون، هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ) التوبة

وأكتفي بهذين النصين درءا للإطالة.


ومن جانب الإقتصاد فلم يملك العالم إلا أن يقر بنجاح التجربة الإقتصادية عند المسلمين إبان الأزمة العاليمية، وهاهية بريطانيا تنشأ بنكا إسلاميا وكذلك اليابان تصدر صكوكا إسلامية على غرار مشروع ابراج مكة.

ومن الناحية السياسية نجد تيارا هائلا ينادي بالعودة إلى الإسلام والإستقاء من نبعه الصافي ، فقد حص الإخوان في مصر على الإغلبية البرلمانية، وكذا في الكويت فقد حققت الحركة الإسلامية نجاحا باهرا في إنتخاباتها التشريعة للعام 2006

وعلى الصعيد الفكري فقد امتلأت المكتبات من تصنيفات المسلمين في شتى العلوم ولعل ما ألفته الأمة في القرن الحالي والقرن الماضي يفوق ما ألفته في 13 قرن.

ومن الجانب السلوكي فقد رجع المسلمين إلى المساجد بعد أن هجرها لفترة من الزمن وبلغ عدد الحجاج 4 ملايين حاج بينها كان لا يتجاوز عددهم 30 ألف حاج .

وأكبر دليل على قيام الإسلام أن الغرب اليوم يحذر مما يسميه المد ال×ضر أي الإسلام .

والله أسأل أن يكبنا من جنوده الذين يستعملهم في إرجاع الحق إلى نصابه أو أن يجعلنا ممن يهيئ لهذا الجيل أسباب قيامه هو ولي ذلك والقادر عليه.





بقلم / صلاح المهيني
تحريرا في 2/3/2010