السبت، 3 أبريل 2010

علماء أم عملاء...........؟؟

لا أدري أي زمن هذا الذي نعيش فيه، زمن اختلطت فيه الأوراق، وتغيرت فيه الأفكار حتى أن الأمة الإسلامية لم تعد تميز بين العلماء الصادقين والعملاء الخائنين !!
منذ فترة من الزمن أرادت إحدى الحكومات العربية أن تتجسس على الجماعات الإسلامية، وبدت لها فكرة وهي أن تؤسس جماعة تدافع عن الحكومة وتتجسس بها على باقي الجماعات، ولكن وللأسف إنتشر فكر هذه الجماعة وخاصة في بلدان الخليج ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وتربعت تلك الطائفة على المناصب العلمية والدينية مما سمح لهذا الفكر أن ينتشر وخاصة بين أوساط الدعاة وطلبة العلم.
واسخدمت تلك الطائفة أسلحة خطيرة أرادت من خلالها تمزيق الجماعات الإسلامية العاملة لدينها وكان من بين هذه الأسلحة هو سلاح العقيدة ؟
نعم العقيدة فبدأت تلك الجماعة بدراسة العقيدة والدعوة إلى دراسة العقيدة الصحيحة ولكن دون فهم لحقيقة العقيدة.
والسلاح الثاني هو إدعاء أن معهم الحق الذي لا حق سواه ، وأن رأيهم صواب لا يحتمل الخطأ ورأي غيرهم خطأ لا يحتمل الصواب، نعم أنا أقر أنهم لا يقولون هذا بلسان مقالهم ولكن يقولونه بلسان حالهم.
فلو نظرت إلى كتاباتهم تجد أكرها ردود على علماء لم تملك الأمة إلا أن تدين لهم ، أناس فاقوهم في العلم والعقل والمكانة ومع ذلك لم يسلموا من ألسنة تلك الجماعة.
ويدعون إلى نبذ المذاهب الفقهية بحجة أنهم يخالفون الدليل ، ولا أدري كيف استطاعت تلك العقول أن تخطأ العلماء على مر السنين بحجة أنهم متمذهبين ؟
ولقد اطلع على بعض كتاباتهم من خلال الصحف اليومية ومن خلال بعض مؤلفاتهم، فرأيت أنهم يفتقرون إلى الأمانة العلمية في النقل ، ويفتقرون كذلك إلى أدب النقد.
ولم أجد أحدا منهم ينتقد العلمانية المعاصرة أو الليبرالية أو أن ينبه الأمة على خطر الغزو الفكري للمسلمين ، أناس سلم من ألسنتهم وأقلامهم اليهود والنصارى والعلمانيون والليبراليون ولم يسلم منهم إخوانهم المسلمون.
إلى تلك الطائفة أوجه عدة ملاحظات:

1- أين علماؤكم ودعاتكم من قضية النصيحة للمسلمين، لماذا كل كتاباتكم هي من باب الردود لا من باب النصيحة !
ولماذا تبرزون الخلاف الذي بينكم وبين باقي العلماء أمام وسائل الإعلام وأمام العامة الذين لا يفقهون من أمور دينهم إلا القليل ؟

2- لماذا تشتغلون بالردود قبل أن تفهموا مراد الطرف الآخر، فقد يكون للطرف المقابل رأي معتبر لا يتعارض مع نصوص الشريعة ؟

3- هل المنهج الذي تدعونه في العقيدة دعى إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، أم كان من نهج الرسول أن يقول للصحابة إذا أسلم رجل جديد علموا أخاكم أمر دينه؟


وأبشر الأمة أن مثل هذه الجماعة كمثل الفراشات الملتفة حول المصباح فبمجرد أن ينطفىء هذا المصباح سيخيم الظلام على تلك الفراشات وستتخبط في خطواتها وستصطدم ببعضها لأنهم لم يلتقوا على منهج بل كان شيخهم هو سبيل إلقائهم فبمجرد وفاته ستتمزق تلك الجماعة كل ممزق.
هذا والله أعلم.



بقلم / صلاح المهيني
تحريرا في 3/4/2010

هناك تعليقان (2):

  1. حفظك المولى الكريم ، ما هذا ؟ لما تنشغل بهم ؟ فهل تنتظر منهم توبة على يدك ؟ أم أصابوا فيك موجعا فأفزعوك ؟
    وهذا المنهج الذي تنكره وجد قبل هذه الحكومات بأمد طويل !وإنما استفادت المخابرات من الخلاف .وما جاء منهم من قصور فنتحمله ونحتسب بغية العون من الله الحسيب الرقيب .ولنا في أبي بكر العظة .
    وهل هم تحت ظل الدعوة أم لا ؟ فإن كانوا : نعم ، فما حق المدعو على الداعية ؟أليس النصح لا الاتهام ؟
    فمنهم من يحفظ لنا دماءنا وأعراضنا وأموالنا،وحرب على مخالف السنة،ونتزاوج ونتطاعم ويأنس بعضنا ببعض ولا ننكر إمامتهم لنا في الصلاة.
    ونلتقي على خير كثير ونحبهم في الله ونسأل الحنان المنان أن يجمعنا على محبته وطاعته...آمين

    ردحذف